وَصْلِ اللَّهُمّ عَلَى نَبِيِّنَا الْعَرَبِيّ الْأُمِّيّ الْقرَشِيّ الْمُصْطَفى مُحَمَّد بْن عَبْد الله وَعَلَى آله الطَّيِّبِين الطَّاهِرِين المُطَهرين
قال الله تعالى عز من قائل
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ } (8) سورة المائدة
وقد بين لنا الله تعالى أيضا في محكم كتابه العزيز
أن أكثرهم للحق كارهون
فلا أتوقع ممن يكره الحق وليس من الذين آمنوا أن ينصف نفسه , فكيف سينصف غيره
والله تعالى من وراء القصد وهو تعالى أعلم بما تخفيه الأنفس
وهو تعالى من وراء القصد وهو ولي التوفيق
أخوكم الفقير الى رحمة ربه
ابن النجف
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
وبعد
1- نضع معنى الجلوس
2- نضع إجلاس الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وآله وسلم على العرش - يقعده معه على العرش
1- معنى الجلوس
الصواعق المرسلة في الرد على الجهمية والمعطلة - ابن القيم الجوزية - الجزء الرابع
وقوله: {وَتَرَى الْمَلائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ} [الزمر75] وآيات مثلها تصف العرش وقد ثبتت الروايات في العرش وأعلى شيء فيه وأثبته قول الله {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} [طه5] وذكر عن خارجة بن مصعب قال الجهمية كفار لا تنكحوا إليهم ولا تنكحوهم ولا تعودوا مرضاهم ولا تشهدوا جنائزهم وبلغوا نساءهم أنهن طوالق وأنهن لا يبحن لأزواجهن وقرأ طه إلى قوله {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} [طه5] ثم قال وهل يكون الاستواء إلا الجلوس وقال إمام الأئمة محمد بن إسحاق بن خزيمة من لم يقل بأن الله فوق سماواته على عرشه بائن من خلقه وجب أن يستتاب فإن تاب وإلا ضربت عنقه ثم ألقي على مزبلة لئلا يتأذى بنتن ريحه أهل القبلة ولا أهل الذمة ذكره عنه أبو عبد الله الحاكم في كتاب علوم الحديث له وفي كتاب تاريخ نيسابور وذكره أبو عثمان النيسابوري في رسالته المشهورة وروى
مجموع الفتاوى - ابن تيمية - الجزء الخامس
وإذا كان قعود الميت في قبره ليس هو مثل قعود البدن فما جاءت به الآثار عن النبي صلى الله عليه وسلم من لفظ " القعود والجلوس " في حق الله تعالى كحديث جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه وحديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه وغيرهما أولى أن لا يماثل صفات أجسام العباد.
قدوم كتائب الجهاد لغزو أهل الزندقة والإلحاد - الشيخ عبدالعزيز بن فيصل الرّاجحي
ثم قال الإباضي ص17 : ( [أ] قال - أي عبد
الله بن الإمام أحمد - ص 5 : فهل يكون الاستواء إلا بالجلوس )) ) .
والجواب :
أنّ هذا الكلام ليس من كلام عبد الله ,
فسياقتُه بهذه الطريقة تلبيس , فإنه من كلام خارجة بن زيد بن ثابت الأنصاري النجاري
الإمام التابعي الكبير , روى له الشيخان , وبقية الجماعة , قال عبُدالله بن الإمام
أحمد في كتاب السنة له ( 1/105) : ( حدثني أحمد بن سعيد أبو جعفر الدار مي قال :
سمعت أبي يقول سمعتُ خارجة يقول : (( الجهميةُ كفّار , بلغوا نساءهم أنهن طوالق ,
وأنهنّ لا يحللن لأزواجهن لا تعودوا مرضاهم , ولا تشهدوا جنائزهم ثم تلا ( طه . ما
أنزلنا عليك القران لتشقى ) إلى قوله عز وجل : ( الرحمن على العرش استوى ) وهل
يكونُ الاستواء إلا بجلوس )) ) أ.هـ. .
وهذا كلامٌ صحيح لا غبار عليه , نعم وهل
يكونٌ الاستواء إلا بجلوس وهذا من معاني الاستواء . فإنّ الاستواء في اللغة له عدة
معان , ويُعرفُ كلُّ معنى بحسب اللفظ , ومن سياق الآية , عرفنا أن المقصود بقوله
تعالى {الرحمن على العرش استوى} أي على العرش علا وجلس, لكن على ما يليق بجلاله جل
وعلا , لا نكيفُ ذلك ولا نؤوله ولا نعطله ولا نمثله . وهذا معنى قول الإمام مالك
رحمة الله (( الاستواءُ معلوم)) أي نعرفه من لُغتنا وهو العلو والارتفاع والجلوس
والاستقرار .
أما من فسر قوله تعالى ( استوى ) باستولى ,
فهو جهمي خبيث , وهذا تفسيرٌ لم يُنقل عن السلف ولا يُعرفُ عنهم , بل أولُ من قاله
الجهمية . ثم لا يكونُ استيلاٌء على شيء إلا بعد أن يكون في ملك آخر . فمن ملك عرش
الرحمن حتى استولى عليه , تعالى الله عما يقول الظالمون علواً كبيراً
مجموع فتاوى ورسائل العثيمين - الجزء الأول
الثاني: أن يكون مقرونا بالواو فيكون بمعنى التساوي كقولهم: استوى الماء والعتبة.
الثالث: أن يكون مقرونا بإلى فيكون بمعنى القصد كقوله تعالى: {أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ} .
الرابع: أن يكون مقرونا بعلى فيكون بمعنى العلو والارتفاع كقوله تعالى: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} .
وذهب بعض السلف إلى أن الاستواء المقرون بإلى كالمقرون بعلى فيكون معناه الارتفاع والعلو، كما ذهب بعضهم إلى أن الاستواء المقرون بعلى بمعنى الصعود والاستقرار إذا كان مقرونا بعلى.
وأما تفسيره بالجلوس فقد نقل ابن القيم في الصواعق 4 - 1303 عن خارجة بن مصعب في قوله تعالى: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} قوله: "وهل يكون الاستواء إلا الجلوس" ا. هـ. وقد ورد ذكر الجلوس في حديث أخرجه الإمام أحمد عن ابن عباس رضي الله عنهما مرفوعا. والله أعلم.
2- إجلاس الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وآله وسلم على العرش - يقعده معه على العرش
مجموع الفتاوى - ابن تيمية - الجزء الرابع
إذا تبين هذا فقد حدث العلماء المرضيون وأولياؤه المقبولون : أن محمدا
رسول الله صلى الله عليه وسلم يجلسه ربه على العرش معه .
روى ذلك محمد بن فضيل عن
ليث عن مجاهد؛ في تفسير: ( عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا ) وذكر ذلك من وجوه أخرى
مرفوعة وغير مرفوعة
قال ابن جرير: وهذا ليس مناقضا لما استفاضت به الأحاديث من أن
المقام المحمود هو الشفاعة باتفاق الأئمة من جميع من ينتحل الإسلام ويدعيه لا يقول
إن إجلاسه على العرش منكرا - وإنما أنكره بعض الجهمية ولا ذكره في تفسير الآية
منكر -.
وإذا ثبت فضل فاضلنا على فاضلهم ثبت فضل النوع على النوع أعني صالحنا
عليهم.
يتبع
والحمد لله تعالى رب العالمين
والله تعالى أعلم
اخوكم الفقير الى رحمة ربه
ابن النجف
بغداد في 22 - 06 - 2021
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق