الثالث:
أن قوله: { إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات } [سورة مريم: 96] عام في جميع
المؤمنين، فلا يجوز تخصيصها بعلي، بل هي متناولة لعلي وغيره ، والدليل عليه أن الحسن
والحسين وغيرهما من المؤمنين الذين تعظمهم الشيعة داخلون في الآية ، فعلم بذلك
الإجماع على عدم اختصاصها بعلي. وأما قوله : " ولم يثبت مثل ذلك لغيره من
الصحابة " فممنوع كما تقدم، فإنهم خير القرون، فالذين آمنوا وعملوا الصالحات
فيهم أفضل منهم في سائر القرون، وهم بالنسبة إليهم أكثر منهم في كل قرن بالنسبة
إليه. الرابع: أن الله قد أخبر أنه سيجعل للذين آمنوا وعملوا الصالحات ودا. وهذا
وعد منه صادق. ومعلوم أن الله قد جعل للصحابة مودة في قلب كل مسلم، لا سيما
الخلفاء - رضي الله عنهم - ، لا سيما أبو بكر وعمر ;
فإن عامة الصحابة والتابعين كانوا يودونهما ، وكانوا خير القرون.
ولم يكن كذلك علي، فإن كثيرا من
الصحابة والتابعين كانوا يبغضونه ويسبونه ويقاتلونه ،
وأبو بكر
وعمر - رضي الله عنهما - قد أبغضهما وسبهما الرافضة والنصيرية والغالية
والإسماعيلية. لكن معلوم أن الذين أحبوا ذينك أفضل وأكثر ، وأن الذين أبغضوهما
أبعد عن الإسلام وأقل ،
بخلاف علي، فإن الذين أبغضوه وقاتلوه هم خير من الذين أبغضوا أبا بكر وعمر، بل شيعة عثمان الذين يحبونه ويبغضون عليا ، وإن كانوا مبتدعين ظالمين، فشيعة علي الذين يحبونه ويبغضون عثمان أنقص منهم علما ودينا، وأكثر جهلا وظلما. فعلم أن المودة التي جعلت للثلاثة أعظم . وإذا قيل : علي قد ادعيت فيه الإلهية والنبوة.
قيل: قد كفرته الخوارج كلها ، وأبغضته المروانية .
وهؤلاء خير من الرافضة الذين يسبون أبا
بكر وعمر - رضي الله عنهما - فضلا عن الغالية.
يتبع
والحمد لله تعالى رب العالمين
والله تعالى أعلم
اخوكم الفقير الى رحمة ربه
ابن النجف
بغداد في 26 - 08 - 2023
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق