خطابي هذا لمن يستحق الخطاب من إخواني
المسلمين السنة والشيعة الراغب في المعرفة وممن قدّر الله تعالى له أن يكون
مِصداقاً لقوله تعالى عز من قائل منبها ثلةً ( الذين آمنوا ) نسأل الله تعالى أن
يجعلنا وإياكم والمسلمين أجمع منهم
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ
آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ
يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ
أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا
تَعْمَلُونَ (8) سورة المائدة
وقد بين لنا الله تعالى أيضا في محكم كتابه
العزيز أن أكثرهم للحق كارهون
فلا أتوقع ممن يكره الحق وليس من الذين
آمنوا أن ينصف نفسه أصلا فكيف سينصف غيره
والله من وراء القصد وهو تعالى أعلم بما
تخفيه الأنفس
الصفحة قيد العمل بها فهي ليست منتهية
وتفتقر الى الترتيب فأرجو أن لا يؤاخذني الإخوة عليها
مقدمة
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
قد علمنا أن الله تعالى قد خاطب قريشا
والعرب عامة بلغتهم التي يعقِلونها في كتابه الكريم حيث قال عز من قائل
بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ
مُّبِينٍ (195) سورة الشعراء
ولا يُعقل أن يكون كلام الله تعالى في
الكتاب العزيز مفهوما أكثر من كلام عبد الله رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
حيث قال عز من قائل
فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ
بِلِسَانِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (58) سورة الدخان
ثم يكون كلام من هو دون الله تعالى عبده
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أصعب على قومه من كلام رب العزة ؟؟؟!!!!
مالكم كيف تحكمون
وهذا الأمر لم يكن خاصا بأمة رسول الله صلى
الله عليه وآله وسلم بل كان لكل أمة بعث الله لها رسولا حيث قال عز من قائل
وَمَا أَرْسَلْنَا مِن
رَّسُولٍ إِلاَّ بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ فَيُضِلُّ اللَّهُ مَن
يَشَاء وَيَهْدِي مَن يَشَاء وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (4) سورة إبراهيم
وقد عرفنا من الأثر أن كلموا الناس على قدر
عقولهم ... فهل يعقل أن يكلمنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بشيء لا نفهمه
لغويا على أقل تقدير فترى أئمة ذلك المذهب حينما يصلون الى قضية الصورة لله تعالى
وتلك الأوصاف التي تأخذ بالمرء للتجسيم والعياذ بالله يقولون نأخذ بالنص ونقف
حيث يعلم هؤلاء أنهم إذا خاضوا أكثر
فيسصلون الى القول بالجمسية حقا وبذلك سيفِر الكثير من أتباعهم عنهم فقالوا هذه
الأوصاف بلا تكييف ولا غيره ... ولولا إيمان هؤلاء بأن ربهم على تلك الصفات واقعا
لردوا تلك الأحاديث – مثل تلك التي قبلها البعض وردها البعض الآخر وسموها واهية
وموضوعة – ولكن أن يعلم أنها من أهل الكتاب ولم يأتيه نص من الصحابة يخالفه فقبلها
منه
عجبا والله ... ومن ثم يتهم هؤلاء الآخرين
بأنهم أتباع اليهود ومطاياه ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
وكيف بنا وعقول بني البشر في تطور يوما بعد
يوم وجيل بعد جيل وتتفتق مدارك الناس كل يوم عن شيء جديد وتتفتح الأبصار لما خلق
تعالى من عظائم قدرته
فلو قال لنا رسول الله صلى الله عليه وآله
وسلم للمسلمين شيئا ما يجب أن يكون قولا صلدا لا شبهة فيه خصوصا فيما يخص الله
تعالى فهذا يجب أن يكون الخط الأحمر
فلما يقول مثلا( قدم الله ) فسيعني الكلمة
بما تعني ( قدم ) أو لما يقول صلى الله عليه وآله وسلم كلمة ( سرير ) فستعني سرير
ولما يقول كلمة ( شخص ) فيعني بها شخص فأي شيء ممكن أن يتصوره العربي السامع لرسول
الله صلى الله عليه وآله وسلم قبل ألف وأربعمائة سنة ونيف غير الذي خاطبه به رسول
الله صلى الله عليه وآله وسلم بصريح القول ووضوحه ؟؟!!!
وكلما تطور العلم يثبت لنا الكثير مما أخبر
به الحبيب المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم سواء كان عن طريق الخطاب السماوي
الإلهي وهو كتاب الله أو من خلال حديث من لا ينطق عن الهوى طرفة عين وترى أن هناك
أحاديث ستسقط أمام العلم ... ولما ترجع لها سترى أنها فعلا ضعيفة يستخدمها بعضهم
مثل حديث النزول ذلك – هذا إذا لم يسقطه حديث آخر بنفسه من تلك الأحاديث الواهية
والضعيفة أو يسقطها القرآن الكريم أصلا
فالطريق الأصح الى أن نتخلص من تلك المصيبة
, أنه حينما يأتي أحدهم وينقل لنا عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حديثا أو
رواية ما يجب أولا أن نُعمِل القاعدة الذهبية التي علمنا إياها صاحب الأمر فهو
أعلم بشأنه منا نحن أتباعه
فقد أخبرنا الحبيب المصطفى صلى الله عليه
وآله وسلم أنه سيُكذب عليه بالكثير من الحديث , لذا بين لنا السبيل لمعرفة الرصين
منها من السقيم وذلك بأن نُرجع كل ما يأتينا عنه صلى الله عليه وآله وسلم الى كتاب
الله تعالى فهو الموثق الأول والمعيار الأساس لكل رواية تُنسب إليه فإن وافق متنها
كتاب الله فهي منه وعنه صلى الله عليه وآله وسلم وإن خالف ذلك المتن كتاب الله فهي
ليست منه ولا عنه , ويقينا أنه هنا لا يتكلم عن الضعيف من الخبر أقصد من ناحية
الإسناد فذاك تُسقِطه وثاقة الرجال أصلا لكنه ينبهنا الى ما يصح سندا فهذا هو الذي
حذرنا منه والذي تمسك به هؤلاء الطاعنين بالله تعالى عن غير قصد يقينا , لكنه من
جراء التعبد بالسند
وأعطي مثالا هنا حديث التربة المشهور وهو
الذي أخرجه مسلم في صحيحه وهي رواية صحيحة السند موثوقة برجالها وهذه هي :
ولا
أدري كيف لم يطبق الإمام مسلم عليها تلك القاعدة الذهبية فلا يُعاب عليه تصحيحه
لها ممن أتى بعده فيعتبرها البعض هفوة وغيره الى وهم الراوي مثل الشيخ بن باز
ليقول
( ومما أُخذ على مسلم رحمه الله رواية حديث أبي هريرة: أن الله خلق
التربة يوم السبت، الحديث. والصواب أن بعض رواته وهم برفعه للنبي صلى الله عليه
وسلم وإنما هو من رواية أبي هريرة رضي الله عنه عن كعب الأحبار؛ لأن الآيات
القرآنية والأحاديث القرآنية الصحيحة كلها قد دلت على أن الله سبحانه قد خلق
السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام أولها يوم الأحد وآخرها يوم الجمعة؛ وبذلك
علم أهل العلم غلط من روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أن الله خلق التربة يوم
السبت، وغلط كعب الأحبار ومن قال بقوله في ذلك، وإنما ذلك من الإسرائيليات
الباطلة. والله ولي التوفيق)
وهذا مصدر رد الشيخ بن باز - أضغط هنا
والأدهى
هنا أن الشيخ لم يُسقِط الرواية بل ( غَّلَّط)
كعب الأحبار فقط ولم يتهمه بالكذب – هذا إذا قبلنا تبريره ذاك يعني أبو هريرة هنا
يقول أخذ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بيدي ولكنه يقصد أنه أخذ كعب الأحبار
بيده ....طيب هذه إسرائيليات على وصف الشيخ بن باز
فلنتصور
معا إذن ... كم من هذه الأسرايئليات " الصحيحة
السند " في كتب الحديث والصحاح خاصة أُدخِلت
في باب الأسناد الصحيح وهي سقيمة المتن حيث لا دليل حسي لإسقاطها إذا عُرضت على
كتاب الله مثل تلك الرواية( التربة ) التي واجهت كتاب الله فسقطت بالضربة القاضية
ومع هذا يصرون ولم يُضعفوها أو يبطلوها بل يحاول من مثل الشيخ بن باز تصوير الراوي
على أنه قد ( وهِم )
بنسبته الحديث الى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بدلا من كعب الأحبار وأن
يحكم عليه قائلا بغلط كعب ومن يقول بقوله مع أنه تكذيب لكتاب الله تعالى بكل صراحة
ووضوح ولكن .....
والأهم
كم من تلك التي أتت تطعن بالله تعالى وتصفه بالرجل والقدم والأصابع أو الجلوس
ومنها ما نحن بصدده الآن من موضوع الوصف الإلهي في عقيدة بعض المسلمين فذهبوا
متعبدين بالسند وطعنوا بالله تعالى العلي العظيم وما قدروه حق قدره
أُكرر
أننا إذا لم نطع أمر الله تعالى بإرجاع ما يُختلف فيه الى الله ورسوله صلى الله
عليه وآله وسلم , وأرجاع كل قول يأتينا عن الحبيب المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم
– أقصد الصحيح منه – الى كتاب الله لمعرفة صحة ومطابقة متن ذلك الحديث مع كتاب
الله فإن نجح فنأخذ به وإن سقط نُسقِطه ولا كرامة لذاك المتن المنسوب إليه صلى
الله عليه وآله وسلم زورا وبهتانا كما رأينا في حديث التربة
ولا
يعني هذا بالضرورة أننا بإسقاطنا ذلك المتن السقيم من الرواية الصحيحة السند بعد
عرضها على كتاب الله أننا يجب أن نُسقِط الرجال في سند تلك الرواية الصحيحة السند
السقيمة المتن ... فلا ننسى أن الأيدي الخبيثة التي أرادت هدم الإسلام قد تدخلت
وأدخلت في كتبنا الحديثية الألوف من الروايات التي ما أنزل الله تعالى بها من
سلطان يريدون بها هدم الدين الحنيف من خلال الحديث النبوي الشريف بعد أن علموا
أنهم عجزوا عن أن يُسقِطوا كتاب الله تعالى المحفوظ من أي تلاعب والحمد لله تعالى
اللهم
يا إلهي وسيدي وربي ومولاي إننا نخسر الكثير من أبناء الأسلام بسبب أحاديث واهية
وموضوعة أو تأويلات لكتابك العزيز ما أُنزِل بها من سلطان , وجرى ويجري التقتيل
بين المسلمين بسبب تلك الخزعبلات ... فصار الدم الحرام حلالا وكله بإسم الإسلام ,
والإسلام بريء من كل هؤلاء سواء كانوا من السنة والشيعة
فمن
هو خير البشر لم يكن له الإذن بالسيطرة وكان الأمر السماوي بالتذكير وعدم الإكراه
في الدين خصوصا بعد أن أدان الناس لله رب العالمين بالوحدانية حيث قال الحبيب
المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم ... أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا
الله ونبه القوم أن كل المسلم على المسلم حرام , ماله ودمه وعرضه ومع هذا ترى فتوى
التكفير تأخذ في المسلمين أجمع مأخذها لا بارك الله بمن أسسس لهذا والسائر عليه من
الأولين والآخرين
اللهم
تعالى ووفقنا لمراضيك وأهدنا جميعا سنة وشيعة لما أختُلِف فيه من الأمر فمنك
التوفيق والسداد اللهم إنك على كل شيء قدير
وقد
سمعنا كثيرا من خلال محاوراتنا مع الإخوة من أتباع الشيخ محمد بن عبد الوهاب عن
التوحيد وكيف يتبجح هؤلاء الإخوة على إخوانهم المسلمين الموحدين من السنة
والشيعة خاصة بذلك الموضوع
ولا
أدري هل هي إستراتيجية من كبيرهم الذي علمهم السحر أو أنها مصادفة , فأن
كل من تلتقيه منهم تقريبا يحيد بك عن أي حوار ويذهب بك الى موضوع
التوحيد ... وليس أن في موضوع التوحيد شيء يُخشى منه ولكن تعلمت أن
المتحاورين دوما يتحدثون في ما هم فيه مختلفين , ولكن أن يتحاورا في شيء هو متفق
عليه فهذا مما لا جدوى من ورائه
فلا
يوجد مشركين في أمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم خصوصا هذه الأيام بعد ألف
وأربعمائة عام من نشر الرسالة التوحيدية المحمدية وإعتناق من إجتباه الله تعالى
لإن يكون مسلما قبل أن يكون ذلك الإعتناق من أختيار القلب فقد قال الله تعالى
إِنَّكَ
لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاء وَهُوَ أَعْلَمُ
بِالْمُهْتَدِينَ (56) سورة القصص
ولكن
يوجد هناك بعض الأفعال التي يقوم بها البعض من المسلمين في أصقاع المعمورة توحي
للبعض أنهم يشركون بالله الواحد الأحد الفرد الصمد فظنت تلك الفرقة بأن لهؤلاء
المسلمين من السنة والشيعة معبودا آخر وآلهة أخرى غير الله تعالى والعياذ بالله
لذلك
لن أحرم هؤلاء الإخوة هداهم الله تعالى وإيانا الى ما يحبه تعالى ويرضاه من نشوة
الشعور بأنهم هم الموحدين حقا فقط ....
ولكن
لن يكون ذلك الفعل مني مجانا بل سأبين لإخواني من المسلمين سنة وشيعة والشباب منهم
على وجه الخصوص من معبود هؤلاء "الموحدين " أو لأكون
أكثر دقة من هو معبود من يتبع هؤلاء الإخوة .... كوني على يقين أن الكثير منهم
صدقا لا يعلمون من هو معبودهم ... ولو علموا لما قبلوا أن يكونوا ممن لا يُوقِر
الله تعالى ولا يقدره حق قدره فهم بالتالي مسلمين محمديين وهذا من خلال سؤالي
للكثير من إخواني السنة هنا في العراق وفي بغداد خاصة عن معبودهم وهل يقبل أيا
منهم ذلك الأمر وتلك الأوصاف التي لا تليق بالخالق الجبار فأجاب كل من سألته الى
حد الآن مستهجنا نافيا مستقبحا القول والحمد لله تعالى
ولكثرة
ما رأيت من الإخوة الذين حاورتهم على مدى هذه السنوات من تكرارلنفس الموضوع وتشابه
المحاولات بعرض نفس الأدلة أرتأيت أن أخوض في هذا الأمر , وكنت سابقا وما زلت ممن
لا يخوض به كثيرا فهو من المسلمات لدى كل مسلم
فقلت
لم لا , فلننقل لبعض الإخوة المتشدقين المتبجحين الذين لا يقرأون ولا يُتعِبون
أنفسهم بالبحث عن حقيقة معبودهم الذي يؤمن به مشائخهم باطنا ويكتمونه عن العوام
منهم ( بكثير منه على أقل تقدير ) وفي نفس الوقت يكتمون ذلك عن بقية الإخوة من
السنة من أتباع المذاهب الأخرى ( الشافعي والمالكي والحنفي ) خصوصا العوام منهم
الذين صاروا يرونهم أنهم أساس التوحيد الذي لا يرقى إليهم أحد فيه
لكني
لا ألومه فقط ألوم قرائته لقولي وهذا حال الكثير من إخواننا السنة والشيعة ولا
أبرأ نفسي فإني أحيانا أقع في هذا الأمر الذي أستنكره على أخونا إياه
ولكثرة
ما يُتحدث عن موضوع الشاب الأمرد لدى "شيخ الإسلام" بن تيمية الحنبلي
المذهب لمن لا يعرفه من إخواني من المسلمين السنة والشيعة خطرت لي فكرة كتابة هذه
الأسطر
وبينما
كنت أقرأ وأتصفح بعضا من كتب هذا الرجل أنقدح ببالي شيء لم أكن قد فكرت به قبل ذلك
وهو
طريقتي - ويقينا طريقة الكثير منا - في قراءة كتبه , حيث أني كلما كنت أقرأ في كتب
الرجل كنت أقرأها بكل علمية وأتقبل حتى هوامش المحققين لكتبه بما فيها
التخريج لأحاديث يستشهد بها الرجل وهو شيء عادي ولم يستوقفني يوما أي شيء فيها
إلا
الآن فقد وقفت على أمر مهم ( من وجهة نظري ) .... وهو أن ذلك الرجل كان يرد في بعض
كتبه مثل كتاب تلبيس الجهمية أو كتاب منهاج السنة "المحمدية" على كتب أو
أطروحات ممن ألف تلك الكتب التي رد عليها أو يرُد على منهج أؤلئك المخالفين له (
الرازي والعلامة الحلي )
فيكون
ما يضعه الشيخ بن تيمية ( وغيره هنا ممن سنستشهد بقوله الخاص ) هو مما يُقِر به
ومعتقدا به كعقيدة لا يشوبها أي شائبة وأن كل ما تحويه تلك الكتب هو من المسلمات
لديهم إلااللهم حين يضع حديثا ويرده ناقضا إياه من خلال رده بالنفي والتضعيف
والتوين فلا نُلزمه به شخصيا ونلزم فقط من يُقِر به فكل نفس بما كسبت رهينة
وكونه
( بن تيمية ) ممن محص في الأحاديث وأخرج بعضا منها وتتبع صحة البعض الآخر فيجب أن
لا يكون ممن يستدل بحديث ضعيف أو منكر أو موضوع , وحين يضع في كتبه التي أشرنا
إليها وغيرها من أحاديث فهي مما يستشهد به ويجب أن يكون مما يقتنع به كونه يؤلف
كتابا للرد على مخالفيه ولا يؤلف كتابا لتخريج الأحاديث
وقد
أستوقفني في خضم البحث أمر حول الأمانة العلمية لهؤلاء فها
هو " شيخ الإسلام " بن تيمية يُنكر على مخالفيهم أنهم
يستشهدون بأحاديث موضوعة أو باطلة (حسب وجهة نظره وتخريجه لها ربما ) ويصفهم
بأوصاف سنراها أدناه في كتابه تلبيس الجهمية في ( الجزء الثالث صفحة 259 من الطبعة
ذات الثمان أجزاء )
(ووالله
أتفق معه في هذه الجزئية وأنه من المعيب فعل ذلك فهو فعل من لا حجة له حسب وجهة
نظري)
ولكنه
وقت الإمتحان لمصداقيته في ما وضع من حكم يسقط هذا الشيخ ( بن تيمية ) في الإمتحان
فتراه هنا مثلا لا يطبق ذلك الحكم على شيخه شيخ الحنابلة في
وقته ( القاضي الإمام الأوحد أبو يعلى بن الفراء المتوفي 458
هـ ) ولم يعيب عليه إستخدامه لمثل تلك الأحاديث الموضوعة والواهية
أوالضعيفة خصوصا في كتابه ( إبطال التأويلات لأخبار
الصفات ) وهو كتاب مشهور يرد فيه على خصومه ( محمد بن الحسن
بن فورك وكتابه تأويل الأخبار ) و يستشهد فيه بأحاديث يجب أن يكون مثله
ممن يعلم أنها ضعيفة وموضوعة ,ناهيك عن ما فيه من مصائب وصفها أحد كبار
معاصريه من أصحاب أحمد بن حنبل وهو ( أبو محمد رزق الله التميمي المتوفي
448 هـ) حسب ما أخبرنا به المحقق النجدي في مقدمته للكتاب ولكنه لم ينقل النص
وأكتفى بالتنويه إليه فقط ويتبين لنا من فهرس مصادره أنه كتاب الكامل لأبن الأثير
فيصف هذا الشيخ بكلام قبيح فأطلق المحقق على ذلك القول وصف( قول
لاذع) كون ( بن الفراء ) قد تفوه بما لم
ينزل الله تعالى به من سلطان في كتابه الفاضح لعقائدهم التجسيمية أعاذ الله أمة
محمد صلى الله عليه وآله وسلم منها
ومما
أستغربه فعلا هو أن يأتي إخواني المحاورين ويرمون إخوانهم المسلمين الشيعة بأنهم
يبترون أو يدلسون ( طبعا هنا يرمي هؤلاء العوام منا ) فنقول إن صح ذلك من بعض
إخواننا ممن لا علم له بما ينقل فينسخ ويلصق حاله حال الكثير من إخواني السنة ( مع
الأسف ) فذلك لجهل الأخوة من السنة والشيعة بالأمور وأنهم ينقلون بلا علم ,ولكن ما
بال شيخ الأمة في حينه ويجلس ويحدث الألوف - حسب شهادة ولده - فيستشهد على خصمه
المحاور بالمكذوب والموضوع والواهي ويؤلفه بكتاب يُقرأ الى يومنا هذا , ويشاء الله
تعالى أن يكشفه أتباعه قبل المخالفين لهم فماذا يقال في حق ذلك الـ ..... أترك
التعليق للقاريء الكريم وأقول لمن يتهمنا بالكذب والبتر والتدليس ينطبق عليكم المثل
القائل
رمتني
بدائها وأنسلت
سأبدأ أولا قبل أن أخوض في الموضوع "بيان المعبود" بعرض الأمانة العلمية لدى هؤلا ونبدأ بنقل قول المحقق ( النجدي ) في حق الشيخ الحنبلي ويليه مباشرة نقل المحقق النجدي وإستشهاده بقول بن تيمية في الفعل الشنيع لشيخ الحنابلة ذاك ومن ثم قول بن تيمية في من يفعل هكذا فِعل ( وبالأحرى لنسميها هكذا جريمة ) من المخالفين له ومن ثم قول التميمي ( اللاذع ) من كتاب الكامل لأبن الأثير
1- شهادة المحقق أبو محمد بن حمد النجدي في كتاب الشيخ بن الفراء وما أعابه عليه وأيضا نقله لقول "شيخ الإسلام" بن تيمية في شيخ الحنابلة في وقته
2 - قول شيخ
الإسلام بن تيمية في من يستشهد بأحاديث موضوعة على خصمه وخصوصا المخالف له في
المذهب
وقد ذهب أحد الإخوة السنة الذين أحاورهم الى تبرئة الشيخ بن تيمية والتيمين من خلفه بسبب النص أدناه بعد أن أريته إياه - كونه ( ين تيمية ) رفض الرؤيا النظرية لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم التي رفضها وأخذ على القاضي أبي يعلى الفراء قوله بها
فأقول
لأخي الكريم صبرا إن شاء الله وسيرى أن ما ذهب إليه من محاولة لتبرئة شيخه بن
تيمية من قضية التجسيم هي مجرد محاولة ستبوء بالفشل ( مع أسفي عليه ) حينما نصل
الى أقواله الصريحة بالأمر والذي سيكون في سياق الموضوع فصبرا إن شاء الله تعالى
ملاحظة مهمة : سنرى أن "شيخ الإسلام" يسمي القاضي أبي يعلى بن الفراء في كتابه تلبيس الجهمية بالقاضي أبي يعلى الأزجي أيضا وهما نفس الشخص فأتقضى التنويه
ونضع للإخوة هذا الجواب على سؤال سأله أحدهم للشيخ ابن باز ليبين لنا أن الأصابع خمسة والعياذ بالله
الآن نعرض فكر هذا الشيخ ( شيخ الإسلام الإمام ناصر السنة أبو أسماعيل الهروي) الذي ألف كتابا في التوحيد أسماه ( كتاب الأربعين في دلائل التوحيد ) ومن أسمه يظهر أنه كتاب أراد أن يوثق فيه أربعينة يُعرف بها عاملا بحديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بتبليغ أربعين حديثا عنه ..... ومن أسمه أيضا نرى أنه ما يؤمن به من عقيدة نشرها للناس وآمنوا بها وماتو عليها
وسأكتفي برد أبن حجر في كتابه فتح الباري في شرح صحيح البخاري وهو ينقل لنا دحض قول شيخ الإسلام الهروي بإعتبار أن الله تعالى شخص والعياذ بالله
يتبين لنا أن ذاك التفسير الفاسد لا يعتقد به جميع أهل السنة وأنه مما أعتقده الشيخ الإمام شيخ الإسلام ناصر السنة أبو إسماعيل عبد الله بن محمد بن علي الأنصاري الهروي الحنبلي فقط , أو من يقول بقوله , ولست هنا بقائل عن غيره فكل نفس بما كسبت رهينة
عذرا هذا ليس ربي
الراوي: أبو هريرة المحدث:البخاري - المصدر : صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 6227
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
وهنا أود الإشارة الى نقطة مهمة , وهي أن من ينكر تلك الصورة في ميزان الإمام أحمد بن حنبل وأتباعه هو جهمي وعلى قول أحد أتباع ذلك الخط أن إذا رأيت جهميا على بئر فأرمه به ( بهكذا معنى )
فهل هؤلاء الذين يرفضون تلك الصورة ونسبتها لله تعالى أمثال من سنرى أدناه هم من الجهمية ؟؟؟!!!
فهذا الشيخ الألباني يفند أولا حديث أن هذه الصورة التي يراها بعض مشائخ المذهب الحنبلي وأنها صورة لله تعالى والعياذ بالله فيصفوها بالمنكرة فهذا أول نص يوضح لنا فيه ما يلي ويبين لنا أن الصورة هي لآدم عليه السلام
رقم : 862
الحديث :
[إذا ضرب أحدكم فليجتنب الوجه فإن الله خلق آدم على صورته .] (صحيح )
فائدة يرجع الضمير في قوله على صورته إلى آدم عليه السلام لأنه أقرب مذكور ةلأنه مصرح به في رواية آخر للبخاري عن أبي هريرة بلفظ خلق الله آدم على صورته طوله ستون ذراعا وقد مضى تخريجه برقم 449
وأما حديث . . . على صورة الرحمن فهو منكر كما حققته في الكتاب الآخر 1176
الكلام أعلاه هو للشيخ الألباني
المجلد : 2
السلسلة الصحيحة
|
وهذا من صحيح بن حبان الجزء 12
وهذا الشيخ الغزالي في كتابه المنخول يرد على تلك الفئة التي تأخذ أمثال هذا الحديث وغيره كالقدم التي يضعها الله تعالى في النار - والعياذ بالله - فيخبرنا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق