share us on

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ { والْعَصْرِ (1) إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2) إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ (3) } صَدَقَ اللَّه الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ - - بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ { مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ (18) } صَدَقَ اللَّه الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ

من سب عليا فقد سبني - ما صحة هذا الحديث الذي يستدل به الشيعة

وَبِه تَعَالَى أَسَتعَيِّن
اللَّهُمّ صِلّ عَلَى مُحَمَّد وَآل مُحَمَّد وَأَحْلُل عقدة مِن لِسَانِي يَفْقَهُوا قَوْلَي





السّلام عَلَيك سَيِّدَي يارسول الله يا مُحَمَّد بْن عَبْد الله وَعَلَى آلك الطَّيِّبِين الطَّاهِرِين وَعَلَى أمِك وَأَبِيك وَعَلَى أَجدادَك الغُر الْمَيَامِين لاسِيَّمَا جدِك عَبْد المُطَّلِب وَأَعْمَامَك أَبُو طَالِب وَالْحَمْزَة وَالْعَبَّاس وَرَحْمَةُ الله وبركاته
وَصْلِ اللَّهُمّ عَلَى نَبِيِّنَا الْعَرَبِيّ الْأُمِّيّ الْقرَشِيّ الْمُصْطَفى مُحَمَّد بْن عَبْد الله وَعَلَى آله الطَّيِّبِين الطَّاهِرِين المُطَهرين
قال الله تعالى عز من قائل
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ } (8) سورة المائدة
وقد بين لنا الله تعالى أيضا في محكم كتابه العزيز
أن أكثرهم للحق كارهون
فلا أتوقع ممن يكره الحق وليس من الذين آمنوا أن ينصف نفسه , فكيف سينصف غيره
والله تعالى من وراء القصد وهو تعالى أعلم بما تخفيه الأنفس
وهو تعالى من وراء القصد وهو ولي التوفيق
أخوكم الفقير الى رحمة ربه
ابن النجف

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

وبعد
أحببت أن أضع في هذه الصفحة هدية لمولاي أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب عليه الصلاة والسلام في بيان صحة سند رواية تعتبر أحد أهم الفضائل العظيمة لهذا الرجل الذي لم يعرف قيمته الكثير من المسلمين
وحيث أن الله تعالى قد من علينا بموالاة خير البرية أئمة الهدى عليهم الصلاة والسلام وعلى رأسهم أمير المؤمنين , فقد أصبحنا من الأمة الوسط التي تعشق هذا الرجل و, خصوصا أنه بأبي وأمي قد نبه الى أنه ( يهلك فيه أثنان , محبٌ غال وعدو قال أو عدوٌ مبغض )
فلم نُصبح من المغالين فيه فنعبده والعياذ بالله أو نؤلهه من جراء ذلك الحب , ولا نحن بفضل الله تعالى من المنتقصين له بشقيه المحب له ولعدوه وهو حال معظم إخواننا السنة ( مدرسة الصحابة ) من باب الإيمان بكل الصحابة فساووا بين الثرى والثريا
ولا صرنا من المعادين له أمثال الخوارج ومدرسة الطُلقاء في كل عصر ( أقصد الطُلقاء حسب تصنيف المفكر المصري سيد قطب وليس الطلقاء بمفهومها المعروف )
فالحمد لله تعالى الذي تفضل علينا بموالاته في الدنيا ونسأله تعالى أن يجعله من شفعئانا في الآخرة
أهداني فكرة ومادة موضوع هذه الصفحة بالصدفة أحد الإخوة من أتباع فكر الشيخ من خلال حوار معه حول عدة روايات تخص من يسب أمير المؤمنين عليه الصلاة والسلام وكيف أن من يسبه كأنه يسب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تارة , وكأنه يسب الله تعالى تارة أخرى والعياذ بالله
فتوقفنا إبتداءا عند الرواية أدناه
فضائل الصحابة -  الإمام أحمد بن حنبل - وصي الله بن محمد عباس - ج2


مسند الإمام أحمد بن حنبل - ط الرسالة - ت شعيب الأرنؤوط - ج44
مسند الإمام أحمد بن حنبل – الجزء 18 – صفحة 314 ت - حمزة أحمد الزين 
 

  مجمع الزوائد ومنبع الفوائد - الحافظ نور الدين علي بن أبي بكر بن سليمان الهيثمي - ت أسد - ط دار المنهاج - ج18


غاية المقصد في زوائد المسند - الهيتمي - ط دار الكتب العلمية - ج3



هداية الرواة إلى تخريج أحاديث المصابيح والمشكاة ومعه تخريج الألباني للمشكاة - الجزء الخامس


المستدرك على الصحيحين - الحاكم النيسابوري - الجزء الثالث
4615 - أخبرنا أحمد بن كامل القاضي، ثنا محمد بن سعد العوفي، ثنا يحيى بن أبي بكير، ثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن أبي عبد الله الجدلي قال: دخلت على أم سلمة رضي الله عنها فقالت لي: أيسب رسول الله صلى الله عليه وسلم فيكم؟ فقلت: معاذ الله، أو سبحان الله، أو كلمة نحوها، فقالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: « من سب عليا فقد سبني » هذا حديث صحيح الإسناد ، ولم يخرجاه " وقد رواه بكير بن عثمان البجلي، عن أبي إسحاق بزيادة ألفاظ

4615 - [ التعليق - من تلخيص الذهبي ] – صحيح

4616 - حدثنا أبو جعفر أحمد بن عبيد الحافظ، بهمدان، ثنا أحمد بن موسى بن إسحاق التيمي، ثنا جندل بن والق، ثنا بكير بن عثمان البجلي، قال: سمعت أبا إسحاق التميمي يقول: سمعت أبا عبد الله الجدلي يقول: حججت وأنا غلام، فمررت بالمدينة وإذا الناس عنق واحد، فاتبعتهم، فدخلوا على أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم فسمعتها تقول: يا شبيب بن ربعي، فأجابها رجل جلف جاف: لبيك يا أمتاه، قالت: يسب رسول الله صلى الله عليه وسلم في ناديكم؟ قال: وأنى ذلك؟ قالت: فعلي بن أبي طالب، قال: إنا لنقول أشياء نريد عرض الدنيا، قالت: فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: « من سب عليا فقد سبني، ومن سبني فقد سب الله تعالى »

4616 - [ التعليق - من تلخيص الذهبي ] - سكت عنه الذهبي في التلخيص

 4617 - أخبرنا أبو أحمد محمد بن محمد الشيباني من أصل كتابه، ثنا علي بن سعيد بن بشير الرازي، بمصر، ثنا الحسن بن حماد الحضرمي، ثنا يحيى بن يعلى، ثنا بسام الصيرفي، عن الحسن بن عمرو الفقيمي، عن معاوية بن ثعلبة، عن أبي ذر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « من أطاعني فقد أطاع الله، ومن عصاني فقد عصى الله، ومن أطاع عليا فقد أطاعني، ومن عصى عليا فقد عصاني » هذا حديث صحيح الإسناد ، ولم يخرجاه "

4617 - [ التعليق - من تلخيص الذهبي ] - صحيح

4618 - أخبرني محمد بن أحمد بن تميم القنطري، ثنا أبو قلابة الرقاشي، ثنا أبو عاصم، عن عبد الله بن المؤمل، حدثني أبو بكر بن عبيد الله بن أبي مليكة، عن أبيه قال: جاء رجل من أهل الشام فسب عليا عند ابن عباس فحصبه ابن عباس، فقال: " يا عدو الله آذيت رسول الله صلى الله عليه وسلم: { إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة وأعد لهم عذابا مهينا } [ الأحزاب: 57 ] لو كان رسول الله صلى الله عليه وسلم حيا لآذيته « هذا حديث صحيح الإسناد ، ولم يخرجاه »

4618 - [ التعليق - من تلخيص الذهبي ] - صحيح 




































فأخبرنا الأخ - مع ما رآه من تخريج للحديث وأخبرني أن الهيثمي كان يصحح الكثير من الأحاديث الضعيفة وأنه من المتساهلين فلا يُعتد به
وبين أن السبب في ضعف هذه الرواية يعود للراوي أبي إسحاق السبيعي وأنه مدلس ومشهور في التدليس ونص قوله هو 
========
( التدليس كان علة ملازمة له حتى قبل الاختلاط . )
وقال أيضا
( الحديث ضعيف لتدليس أبي إسحاق ويجب صيانة حديث الرسول عن أخذ أي كلام ينسب له بلا تحقيق )
========
وبينا له أن الشيخ الألباني ينسب ضعف الرواية للخلط ( وذكر الأخ أن السيوطي ذكره في طبقات المدلسين , وأتفق معه فقد ذكره في كتابه أسماء المدلسين صفحة 77 )
فذهبنا لنبحث في الرجل وها نحن نضع بين يدي إخواننا الكرام جميعا ما توصل من مثلي بقلة معرفته بعلم الحديث من نتائج فهذه الرواية وتخريجها وأقوال من صححها ومن ضعفها ودحض تضعيف من ضعفها بالأدلة العلمية وبالبينة إن شاء الله تعالى
ونُثبِت إن شاء الله تعالى وثاقة السبيعي المُتهم بالتدليس ونبين أيضا هل وقع منه الإختلاط في هذه الرواية أو حتى في غيرها خصوصا أنه من رجال الصحيح كما سنرى لاحقا
وأتمنى من الإخوة القراء أن ينتبهوا الى ما قالته السيدة أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وآله وسلم حول سماعها للسب وليس فقط لروايتها عن رسول الله في قولها من سب عليا فقد سبني , فهي كانت تسمع سِبابا لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه الصلاة والسلام ويقينا أنها كانت تُخاطب صحابة أو تابعين ولم تكن تُخاطب منافقين 
وقد أستهجنت السيدة أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وآله وسلم ذلك الفعل القبيح ولننتبه أنها تقول ( على المنابر ) وليس فقط سب شخصي , وسأضع ذلك لاحقا إن شاء الله  حينما أعرض روايات الطبراني ( التي تنقل السب ولا علاقة لها بهذا الحديث الذي نحن بصدد بيان صحته - من سب عليا فقد سبني - )
فنبدأ بإسم الله العلي العظيم بعرض الموضوع كالتالي 
1- عرض مصادر لنفس الرواية سندها المُتهم نفسه أبي إسحاق ورواية إسرائيل عنه
2- بيان أسباب تضعيف الألباني للرواية
3- عرض حكم أصحاب الشأن والمختصين بأمر المختلطين 
4 - عرض روايات من صحيح البخاري وغيره بنفس الإسناد ( إسرائيل عن أبي إسحاق )

1- عرض مصادر لنفس الرواية سندها المُتهم نفسه أبي إسحاق ورواية إسرائيل عنه

مسند الإمام أحمد بن حنبل – الجزء 44 – صفحة 328 ت  - مجموعة من المحققين - شعيب الأرنؤوط  وآخرين


رأينا هذه المجموعة من المحققين سواء في المصدر الأول ( تحقيق حمزة أحمد الزين ) أو في المصدر الثاني لمسند أحمد أيضا من تحقيق مجموعة المحققين المذكورين بمن فيهم شيعب الإرنؤوط يُصححون سند ذلك الحديث بمن فيهم أبي إسحاق السبيعي

وبين المحققون في المصدر الثاني إختلاط السبيعي ولكنهم بنفس الوقت أثنوا عليه وبينوا إتقان الراوي إسرائيل عنه لملازمته إياه - فقبلوا روايته وصححوا سندها كما رأينا أعلاه ووافقوا الهيثمي الذي يطعن الإخوة في تصحيحه للرواية وإتهامه بالتساهل ,

وسنرى أن هذا القبول بصحة سند هذه الرواية يوافق ما ذهب إليه الحاكم من تصحيحه لسند هذه الرواية في مستدركه وسنرى كيف وافقه الذهبي عليها , وسيؤكد لنا الشيخ الألباني هذا الأمر أيضا في كتابه السلسلة الضعيفة في المجلد الخامس - رواية رقم ( 2310 )

وسنعرض أيضا كلام أهل الإختصاص في المختلطين إن شاء الله ولكن بعد نقل هذه الرواية ( من سب عليا فقد سبني ) من مصادر أخرى

بيان أسباب تضعيف الألباني للرواية

الآن نتسائل لماذا قام الشيخ الألباني بتضعيف هذه الرواية التي صححها الإمام السيوطي , لنذهب معا خطوة خطوة لنرى السبب وراء ذلك


كما يرى الإخوة أن الشيخ الألباني لم يعطي سبب تضعيفه للرواية والتي أشار الى مكان وجود الرواية التي ضعفها وبين أنها في مسند الإمام أحمد وعند الحاكم في مستدركه في الكتاب أعلاه , وأحالنا أيضا الى كتابه ( السلسلة الضعيفة تحت رقم 2310 )
وقد أوردنا مصدر الرواية من المسند ولعدة محققين أجمعوا على صحة إسنادها فيه , ونورد نفس الرواية من كتاب المستدرك على الصحيحين للإمام الحافظ الحاكم النيسابوري الذي قال بصحتها كما سنرى
وحيث أن الإخوة السنة عامة وأتباع الشيخ خاصة لا يقبلون بتوثيق الحاكم ويعتبرونه متساهلا أيضا كصاحبنا المتقدم ذكره ( الهيثمي ) , فلن أضع الرواية من المستدرك لوحده , بل ستكون من طبعة تتضمن إنتقادات الذهبي , وأيضا ممن تتبع أوهام الحاكم التي سكت عليها الذهبي وهو المحقق مقبل بن هادي الوادعي يعني لن يكون فقط نقلا عن المستدرك بل عن من حقق كتابه مرتين
وسنرى أنه حين يصل الى الرواية ( 4679 ) التي في سندها الراويان إسرائيل بن يوسف بن أبي إسحاق وجدِه ( أبي إسحاق السبيعي ) , سيتفق معه ( مع الحاكم )  في السند ولن يرفضه كما فعل مع الرواية التي تلتها ( 4680 )
وسنرى إتفاق الذهبي مع الحاكم في تصحيحه لهذه الرواية كما سيشهد لنا الشيخ الألباني نفسه , ووافقنا فيه أيضا ( الوادعي الذي تتبع أوهام الحاكم وما سكت عنه الذهبي


كما رأينا أن الوادعي لم ينفي تخريج الحاكم لها ولم يضع الرواية ضمن ما توهم به الذهبي
الآن نرجِع الى تضعيف الشيخ الألباني للرواية لكي نقف عند الشخص الذي بسببه أسقط الرواية وجعلها في الضعيف من الجامع بعد أن أوردها في الضعيف من سلسلته
سنجد أنه طعن بأحد رجال البخاري ومسلم الرواي أبي إسحاق السبيعي بالإختلاط من دون أن يتحرى الدقة في ذلك وسنبين فساد حكمه هذا كما بيناه سابقا في رواية (الكوة) التي ضعفها أيضا لإسباب غير صحيحة , للإطلاع على الموضوع في الرابط أدناه

هذه الآن الرواية من كتابه السلسلة الضعيفة الذي أشار إليه الشيخ الألباني في تضعيفه للرواية في ضعيف الجامع , في المجلد الخامس صفحة 336



ولا أدري ما علاقة هذه الرواية أعلاه بالرواية التي في الجامع الصغير للسيوطي , فالسند مختلف , إلا اللهم أنه يريد الإشارة الى السبيعي في معرض تخريجه لرواية تختلف سندا ومتنا
ومع هذا فقد عرفنا سبب تضعيفه للرواية في الجامع الصغير التي صححها السيوطي
فكان حكمه كما رأينا هو إختلاط السبيعي , وكيف أن الشيخ الألباني لا يدري ( هل حدّثَ بهذه الرواية قبل إختلاطه أن بعده ) , وبحكمه هذا فهو يُسقط العشرات من الروايات التي يرويها البخاري ومسلم وغيره السبيعي سواء كان عن طريق إسرائيل أو عن غيره من أقرانه بالإستماع المتأخر ( أمثال زكريا بن زائدة وزهير بن معاوية )
ومع هذا سنُقِر عين الشيخ الألباني في مثواه ونبين له كيف أن إختلاط السبيعي لم يأخذ به أحدا وسنعطيه العشرات من الروايات المشابه لهذا السند ( إسرائيل عن أبي إسحاق ) من صحيح البخاري إبتداءا ومن ثم نزيد على ذلك من بقية الصحاح وكتب الحديث المعتبرة ,
وقد مر علينا إبتداءا قول المُحققين لمسند أحمد وتخريج السيوطي في جامعه والحاكم في مستدركه , ولكن مع هذا سنعطيه القول الفصل من كتب المختلطين أنفسهم فهي أثبت للحُجة إن شاء الله تعالى 
ولكن قبل أن نذهب لمن تكلم عن إختلاط السبيعي من عدمه ووثاقته نضع أولا قول العلماء فيه وفي حفيده لنعرف مدى وثاقتهما وننقله من موقع الجامع للحديث النبوي 
وكان سيكفينا نقل الأحاديث من صحيح البخاري وغيره ليتبين للقاريء أنهما ( إسرائيل و السبيعي )  من رجال البخاري , ولكن لكي نحيط بالموضوع من أكثر من وجه

1- أبي إسحاق السبيعي
2- إسرائيل بن يونس بن أبي إسحاق
 ===============
1- أبي إسحاق السبيعي

عمرو بن عبد الله بن عبيد الهمدانى
اسم الراوى-عمرو بن عبد الله بن عبيد-عمرو بن عبد الله بن علي-عمرو بن عبد الله بن أبي شعيرة ذو يحمد -
عدد المرويات11178
الاسم المختصرعمرو بن عبد الله بن عبيد الهمدانى
سنة الميلاد0
سنة الوفاة129
الاسم بالكاملعمرو بن عبد الله بن عبيد ويقال : عمرو بن عبد الله بن علي ويقال : عمرو بن عبد الله بن أبي شعيرة واسمه : ذو يحمد الهمداني أبو إسحاق السبيعي الكوفي
اسم الشهرة
الكنية-أبو إسحاق-
اللقب
النسب
معلومات أخرى
طبقة الراوى13( 120 إلى 130 هـ )
أقوال العلماء
أبو حاتم الرازي
ثقة ، وهو أحفظ من أبي إسحاق الشيباني ، ويشبه الزهري في كثرة الرواية واتساعه في الرجال .
أحمد بن حنبل
قال عبد الله بن أحمد بن حنبل : قلت لأبي : أيما أحب إليك أبو إسحاق أو السدي ؟ فقال : أبو إسحاق ثقة ، ولكن هؤلاء الذين حملوا عنه بأخرة .
أحمد بن عبد الله العجلي
ثقة
ابن حجر في التقريب
ثقة مكثر عابد ، اختلط بأخرة
الذهبـي في الكاشف
أحد الأعلام ، و هو كالزهرى في الكثرة
النسائي
ثقة
شعبة
قال أبو داود الطيالسي : قال رجل لشعبة : سمع أبو إسحاق من مجاهد ؟ قال : ما كان يصنع بمجاهد ، كان هو أحسن حديثًا من مجاهد ، ومن الحسن ، وابن سيرين .
يحيى بن معين

ثقة

===============
2- إسرائيل بن يونس بن أبي إسحاق السبيعي




رأينا قول أعمدة الجرح والتعديل وقول إمام المذهب الحنبلي أحمد بن حنبل بحق السبيعي وكيف أنهم وثقوه ولم يشير أحدا من هؤلاء الذين في تلك الصفحة بأي إشارة الى أنه مدلس لا من قريب ولا من بعيد , وأشار أحدهم ( ابن حجر ) الى إختلاطه فقط
بعد أن إنتهينا من دحض القول بتدليس السبيعي حسب شهادات من رأينا نذهب الآن الى قضية إختلاطه لنرى ماذا يقول أهل الإختصاص بما أشار إليه ابن حجر ومن بعده الشيخ الألباني في معرض تضعيفه لهذا الحديث 

الآن نورِد ترجمة السبيعي ( المتهم بالتدليس ) كما جاءت في كتابي رجال صحيح البخاري ورجال صحيح مسلم ونرى ماذا يقول أهل الأمر بشأنه
أ- رجال صحيح البخاري - الإمام أبي نصر أحمد بن محمد البخاري الكلاباذي - الجزء الثاني




ب - رجال صحيح مسلم - الإمام أحمد بن علي بن منجويه الأصبهاني - المجلد الثاني




ثبت أعلاه أن السبيعي هو أحد رجال الصحيحن فإن كان مدلسا فقد قبلا بتدليسه ووثقوه وحدثوا عنه , فإن سقط في هذا الحديث الذي بين أيدينا فلنُسقِط عشرات الأحاديث التي يعج بها الصحيحان وبقية الكتب التسعة عنه

نذهب الآن لدحض حكم الألباني على هذا الحديث بحجة إختلاط السبيعي في هذه الرواية بعرض قول أهل الإختصاص فيه أولا ومن ثم إيراد روايات مشابهة السند عن حفيده من  صحيح البخاري وبقية الكتب تِباعا

3 - عرض حكم أصحاب الشأن والمختصين بأمر المختلطين 

نبدأ أولا بكتاب المختلطين للعلائي ثم نذهب للكتاب الذي أستدل به الشيخ الألباني في رواية الكوة تلك الإغتباط للإمام الحافظ برهان الدين الحلبي 
المصدر - المختلطين - صلاح الدين العلائي - صفحة 93 -95



رأينا أن العلائي وحكمه في الصفحتين ( 93 و 94 ) وختم حكمه على السبيعي بإن جعله من القسم الأول وأضعه هنا للتذكير به في صفحة 3





جميع القول بصالح السبيعي وما دون الخط هو كلام المحققين الذين أشادوا أيضا به خصوصا حين قالوا ( بإطلاق يحيى بن معين والنسائي وأبو حاتم القول بتوثيقه , واحتج به الشيخان )
فكان حكم العلائي بقوله ( قلت : ومثلهم أيضا إسرائيل بن يونس وأقرانه ، ولم يعتبر أحد من الأئمة ما ذكر من اختلاط أبي إسحاق ، احتجوا به مطلقا ، وذلك يدل على أنه لم يختلط في شيء من حديثه )
المصدر - نهاية الإغتباط بمن رُمي من الرواة بالإختلاط - علاء الدين علي رضا

وهو ينقل عن ( كتاب الإغتباط بمن رُمِي بالإختلاط ) لبرهان الدين الحلبي




رأينا أن حكم الإمام الحافظ برهان الدين الحلبي كان بنقل عدة أقوال خُلاصتها أنه بين أنه لم يختلط حسب قول الذهبي وأختلط عند ابن الصلاح والفسوي وآخر قول الفسوي كان أن بعض أهل العلم تكلموا في ابن عيينة وسماعه منه أضعه نصا




إذن الحلبي لم يتكلم بشيء عن سماع إسرائيل عن السبيعي وقت الإختلاط الذي قال به البعض , وما في الصفحات أعلاه ( من نهاية الإغتباط ) كلها للمحقق علاء الدين علي رضا - خلا أول شيء ونبهنا إليه في محله - , ينقل ( المحقق ) بعضها عن كتاب التقييد والإصلاح كما سنرى أدناه
 المصدر - التقييد والإيضاح شرح مقدمة ابن الصلاح - صفحة 393 - 395




والكلام هو نفسه الذي أستشهد به المحقق علاء الدين علي رضا , وكلام ابن الصلاح في أول سطرين فقط أضعه نصا


خلاصة القول أن الإشكال عند الأغلب هو في ابن عيينة ولم يقولوا أو يُجمعوا على سماع إسرائيل منه بعد إختلاطه أو وقت شيخوخته

4 - عرض روايات من صحيح البخاري وغيره بنفس الإسناد ( إسرائيل عن أبي إسحاق )

الآن نضع أدلة قولنا هذا من الصحيحن بشرط أن يكون نفس الإسناد ( إسرائيل عن السبيعي ) وغيره من أقرانه الذي سمعوا عن السبيعي أمثال زكريا بن زائدة وزهير بن معاوية  وكيف أنهم قبلوا بصحة حديث إسرائيل تحديدا , الذي هو محور رواياتنا هذه عن جده 
وفي نفس الوقت سننقل روايات للسبيعي المُتهم بالتدليس من قِبل السيوطي وابن حبان , ولا أدري إذا قبل البخاري ومسلم بالسبيعي ( مع التدليس الذي يدعون ) فلماذا يرفضون هذا الحديث , فإن رآى هؤلاء أن الرواية تسقط بسبب التدليس أو الإختلاط ,
عليه يجب أن نرمي كل رواية فيها أبي إسحاق في الصِحاح بتهمة التدليس وكل رواية في الصحاح وفيها إسرائيل عنه بتهمة الإختلاط , 
أما أن نقبل عشرات الروايات في الصحاح ونرمي ببعضها فساعتئذ تكون قسمة ضيزى
ولا أدري صدقا كيف سيميزون هذا من ذاك إذا كان السند نفسه بالضبط , ( إسرائيل عن أبي إسحاق )
سأقتطع موضوع الشاهد من الصفحة الخاصة بالرواية من الكتب كي لا يصعب على البعض تحميل الصفحة إذا كثرت بها صور الكتب
وسأضع كامل الصفحات في هذا الرابط أدناه لمن يريد رؤية لمن يريد التأكد



المصدر الأول - ما رواه البخاري في صحيحه بهذا الشأن ( إسرائيل عن أبي إسحاق )

    


كما رأينا أن ما قدمناه من روايات قبول الإمام البخاري بإسناد  ( إسرائيل عن أبي إسحاق ) ولم يرى إشكالا في قضية الإختلاط المنسوبة إليه من الألباني وغيره 
كان الواجب على الشيخ الألباني أن يذكر هذا الأمر للناس ويبين ما بيناه ليكون أمينا في حكمه , وأترك الحكم للقراء قبل أن نرى حكم الله تعالى فيه وفي أمثاله الذين يكتمون الشهادة


المصدر الثاني - صحيح مسلم 


السؤال لماذا كان الصحابة يسبون الإمام علي بن أبي طالب عليه الصلاة والسلام على المنابر حسب شهادة أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وآله وسلم
يتبع
والله تعالى أعلم
والحمد لله تعالى رب العالمين
أخوكم الفقير الى رحمة ربه
ابن النجف
بغداد في 14-4-2014

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق