الشيخ الفاضل أحمد بن محمد ، موفّق الدين القرشي العدوي الخوارزمي ، أبو المؤيّد الشهير بابن المكّي
مؤرّخ من علماء الحنفية من أهل " خوارزم " ، وكان خطيبها .
أخذ العربية عن الزمخشري .
وأخذ عنه جماعة ، منهم : المطرزي صاحب (( المغرب )) ،
واشتهر بالموفّق ، وموفق الدین، حتی غلب علی اسمه .
مات بـ" خوارزم ".
له (( مناقب
الإمام أبي حنیفة ))
مجلّدان، رأیتُ الأول منهما في " مغنيساً
" (الرقم ١٣٤١) ، وفي نهايته
أنه يتلوه الجلّد الثاني ، وقد فرغ من نسخه محمود بن عبد الرحمن بن عبد الله
القصروي بـ" بغداد " سنة ٦٣٥. هـ
توفي سنة ٥٦٨ هـ .
ومما أنشده صاحب
المناقب فى مدح الإمام ، و ذكر واقعته مع ابن هبيرة ، قوله :
أرضيت نفسك ضارب النعمان فكسبت جهلا سخطة الرحمن
مازلت تنقص لا تزيد بضربه يا بئس ما قدمت للميزان
أضربت عابد ربه فى
ليله ونهاره يا عابد الشيطان
أعطيته الدنيا و لكن
ردها رد التقى الخائف الربانى
حر السياط قد ارتضى
كى لا يرى يوم الجزاء مقامع النيران
ما ذل يا ابن هبيرة
بالضرب من ملأ الفؤاد بعزة الإيمان
ولصاحب المناقب أيضا
فى مدحه قوله
غدا مذهب النعمان خير المذاهب كما
القمر الوضاح خير الكواكب
تفقه فى خير القرون مع التقى فمذهبه لا شك خير المذاهب
ولا عيب فيه غير أن جميعه حلا إذ تخلى عن جميع المعايب
لأن عداه قد أقروا بحسنه وإقرارهم بالحسن ضربة لازب
و كان له صحب بنود علومهم تجلى عن الأحكام سجف الغياهب
ثلاثة آلاف وألف شيوخه و أصحابه مثل النجوم الثواقب
وله أيضا يمدحه :
نعمان فحل العلم يعسوب الهدى فى خير قرن قد أتى و قران
نعمان كان سراج أفضل أمة لكن سراجا دائم اللمعان
الفقه فى ناديه مجتمع النوى راسى القواعد شامخ البنيان
بحر موارده تراها عذبة قذافة للدر و المرجان
وشقائق النعمان فى بهجاتها هزأت بهن دقائق النعمان
كم قد رموه بمعضلات ردها بجواب حق ساطع البرهان
وله أيضا يمدحه وقال
بعضهم يرثيه بقصيدة ، أظنها لصاحب « المناقب » ، منها:
لقد طلع
النعمان من أرض كوفة كغرة صبح يستفيض انبلاجها
هو
المرتضى فى الدين و المقتدى به وصدر الورى فى الخافقين و تاجها
إذا مرض
الإسلام و الدين مرضة فمن نكت النعمان يلفى علاجها
و إن
كسدت سوق الهدى و توجعت فمن مذهب النعمان أيضا رواجها
و إن
فتحت أبواب جهل و بدعة على الناس يوما
كان منه رتاجها
و إن غمة
غمت فمنه انجلاؤها وإن شدة ضاقت فمنه انفراجها
سقاه إله الخلق فى الخلد شربة بكأس من الكافور كان مزاجها
ذكره الطهراني ضمن تصانيف الشيعة ،وحكى القول بتشيعه عن صاحب رسالة "مشايخ الشيعة"،وهذا موافق لما ذكرناه من انه شيعي بامتياز:
ردحذفالذريعة الى تصانيف الشيعة - اغا بزرك الطهراني - ج 22 ص 315
قال الامام الذهبي في ميزان الاعتدال ج3 ص467:
ردحذف"ولقد ساق أخطب خوارزم من طريق هذا الدجال ابن شاذان أحاديث كثيرة باطلة سمجة ركيكة في مناقب السيد على رضى الله عنه، من ذلك بإسناد مظلم: عن مالك، عن نافع، عن ابن عمر - مرفوعا: من أحب عليا أعطاه الله بكل عرق في بدنه مدينة في الجنة".
الخوارزمي في كتابه مقتل الحسين (ع) قال: "ثمّ رجع إلى أبيه وقد أصابته جراحاتٌ كثيرة فقال: يا أبت! العطش قد قتلني وثقلُ الحديد قد أجهدني، فهل إلى شربةٍ مِن ماء سبيلٌ أتقوّى بها على الأعداء؟ فبكى الحسينُ (عليه السلام) وقال: يا بُنَيَّ! عَزَّ عَلى مُحَمَّدٍ وَعَلى عَليٍّ وَعَلى أَبيكَ، أَنْ تَدْعُوهُمْ فَلا يُجيبوُنَكَ، وَتَسْتَغيثَ بِهِمْ فَلا يُغيثُونَكَ، يا بُنَيَّ! هاتِ لِسانَكَ. فأخذ لسانَه، فمصّه، ودفع إليه خاتمه وقال له: خُذْ هذَا الْخاتَمَ في فيكَ وَارْجِعْ إلى قِتالِ عَدُوِّكَ، فَإِنّي أَرْجوُ أَنْ لا تُمْسي حَتّى يَسقيَكَ جَدُّكَ بِكَأسِهِ الأَوْفى، شَرْبَةً لا تَظْمَأُ بَعْدَها أَبَدًا"(1).1- مقتل الحسين -الخوارزمي- ج1 / ص35.
ردحذف